المركز الوطني للأرصاد بدولة الإمارات ينظم بنجاح النسخة السادسة من الملتقى الدولي للاستمطار في أبوظبي
تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، نظم المركز الوطني للأرصاد من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار النسخة السادسة من الملتقى الدولي للاستمطار خلال الفترة من 24 وحتى 26 يناير 2023 في أبوظبي.
ويعد الملتقى الذي ينظم مرة كل عامين منصة مثالية لمناقشة أبرز التطورات والجهود العلمية لإيجاد حلول مبتكرة لقضايا الأمن المائي، عبر ما يوفره من فرص لتعزيز الفهم العلمي وتبادل المعرفة في مجال الاستمطار، ويعكس مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي لتطوير علوم وتقنيات الاستمطار.
وشهد الملتقى مشاركة وحضور أكثر من 500 عالماً وباحثاً ومتخصصاً في مجال تعديل الطقس وعلوم الاستمطار، في حين استضاف 46 متحدثاً من 18 دولة، بما في ذلك معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات، وسعادة البروفيسور بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وسعادة الدكتور عبدالله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية، وسعادة الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).
وتميزت نسخة هذا العام من الملتقى بالتركيز على مناقشة تطورات برامج الاستمطار إقليمياً ودولياً، حيث يستعرض متحدثون متخصصون من المملكة العربية السعودية، وتايلاند، وإثيوبيا، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة؛ آخر النتائج التي توصلت إليها برامجهم العملية والعلمية في مجال الاستمطار، والتي كان للتقنيات الحديثة المعتمدة على البحث العلمي دور كبير في نجاحها.
ومن جانبه ثمّن سعادة البروفيسور بيتري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية الدور المميز الذي تقوم به دولة الإمارات للارتقاء بعلوم وتقنيات الاستمطار عالمياً من خلال ما يقدمه المركز الوطني للأرصاد وبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار من دعم مادي وتقني للباحثين من حول العالم لتطوير هذا المجال العلمي الذي أثبت أنه أحد الأساليب المبتكرة والمستدامة في مواجهة التحديات السلبية للتغير المناخي، والذي استطاع تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع."
وأشار الدكتور عبدالله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية: "استناداً لتوجهات دولة الإمارات الرامية إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال مواجهة تحديات الأمن المائي والتغير المناخي، نواصل عبر الملتقى الدولي للاستمطار توفير منصة عالمية لكافة صانعي القرار والباحثين والمختصين في مجالات الأمن المائي والاستمطار لمناقشة تطورات مشاريعهم وتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا بما يعزز قدرة كافة الأطراف على المضي قدماً في تحقيق الاستدامة المائية والبيئية."
إطلاق الدورة الخامسة من منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار
وخلال فعاليات الملتقى، أعلن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، عن فتح باب استقبال مقترحات الأبحاث ضمن الدورة الخامسة من منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، التي توفر للمشاريع المختارة منحة مالية تقدر بـ 1.5 مليون دولار (5.511 مليون درهم إماراتي) على مدى ثلاثة أعوام. ويتطلع البرنامج في دورته الخامسة إلى استقطاب أبرز المشاريع البحثية ضمن مجالين رئيسيين هما: تحسين فرص تكون السحب، وتعزيز هطول الأمطار.
ويستمر باب استقبال مقترحات المشاريع البحثية ضمن الدورة الخامسة من منحة البرنامج، حتى 9 مارس 2023، في حين يتوجب تقديم العروض الأولية في موعد أقصاه 16 مارس 2023، كما سيتم إبلاغ أصحاب المشاريع المدعوين لتقديم مقترحات كاملة في 26 مايو 2023، وسيطلب منهم إرسال العروض الكاملة في موعد أقصاه 24 أغسطس 2023.
وتتم عملية اختيار جميع المشاريع الفائزة من خلال إجراءات مراجعة شاملة على مرحلتين، وسيتم الإعلان عن الفائزين في شهر يناير من العام 2024، حيث يحصل كل مشروع بحثي على منحة مالية تصل إلى 1.5 مليون دولار أمريكي، موزعة على 3 سنوات، وبمعدل 550 ألف دولار لكل عام كحدٍ أقصى.
فعاليات اليوم الأول
- الجلسة النقاشية الرئيسية: الأمن المائي على أجندة المناخ العالمي
استضافت الجلسة عدداً من روّاد الاستدامة البيئية والأمن المائي ومواجهة تحديات التغير المناخي؛ وفي مقدمتهم سعادة الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، وسعادة عيسى الهاشمي الوكيل المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة والوكيل المساعد لقطاع التنمية الخضراء والتغير المناخي بالوكالة، في وزارة التغير المناخي والبيئة، والبروفيسور يورج لوترباخر، مدير قسم العلوم والابتكار وكبير العلماء في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والدكتور محمد محمود، مدير برنامج المناخ والماء في معهد الشرق الأوسط، واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة.
وناقش المشاركون في الجلسة تغير أنماط هطول الأمطار في العالم، على ضوء التغير المناخي وانعكاساته على أمن المياه العذبة، وآثار التغير المناخي وتداعياته على هطول الأمطار، بما في ذلك تغير أنماط هطول الأمطار وانعكاساتها على الأمن المائي العالمي، وكذلك محاولة استشراف طبيعة الحلول المبتكرة التي من شأنها تعزيز القدرة على مواجهة تلك التحديات والاستعداد لها خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة.
- الجلسة النقاشية الأولى: الفرص والتحديات لتنفيذ نماذج وتقنيات الاستمطار
حملت الجلسة الأولى عنون "الفرص والتحديات لتنفيذ نماذج وتقنيات الاستمطار"، حيث ألقى كلمتها الرئيسية البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، وتناولت القضايا المتعلقة بتنفيذ التطورات في مجال الاستمطار لتعزيز هطول الأمطار، مثل تفعيل أحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في نمذجة الطقس العددية في مجال تنفيذ العمليات، والاستفادة منها في التعامل مع التحديات والعقبات التي تحول دون الانتقال من البحث العلمي إلى العمليات التشغيلية، والتي تشمل الاستراتيجيات ودراسات الحالة و"مستوى الجاهزية التقنية"، وتقييم نتائج عمليات تعزيز هطول الأمطار، وآثار عمليات الاستمطار.
- الجلسة النقاشية الثانية: "مناهج وابتكارات جديدة لتعزيز هطول الأمطار"
استضافت الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان "مناهج وابتكارات جديدة لتعزيز هطول الأمطار" سعادة عمران شرف مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، الذي بدوره ألقى الكلمة الافتتاحية للجلسة. وغطت هذه الجلسة الأفكار المبتكرة والجديدة في مجال تعزيز وتحسين هطول الأمطار، مثل إنشاء منصات الاختبار الأرضية والمحمولة جواً والأقمار الاصطناعية المبتكرة، التي توفر أفكار وأدوات وأساليب جديدة في تحسين فرص تكون السحب وتعزيز هطول الأمطار؛ واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في عمليات التنبؤ وتعزيز هطول الأمطار؛ والتطورات في إنشاء السحب الاصطناعية.
فعاليات اليوم الثاني
- الجلسة النقاشية الثالثة: "التطورات العلمية في تحسين هطول الأمطار "
استضافت الجلسة الدكتور راي أو. جونسون الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي، الذي ألقها كلمتها الافتتاحية، إلى جانب مجموعة من الباحثين والمتخصصين، لمناقشة أهمية التصميم التجريبي العلمي السليم في بحوث ودراسات علوم الاستمطار؛ والتطورات العلمية التي تساهم في تحسين فرص تكون السحب وتعزيز هطول الأمطار؛ وكذلك التقدم التي تم تحقيقه في الغرف السحابية ودراستها.
- الجلسة النقاشية الرابعة: "التطورات الإقليمية والعالمية في تحسين هطول الأمطار "
افتتح هذه الجلسة عمر اليزيدي نائب المدير العام للمركز الوطني للأرصاد، وناقشت الدروس والنتائج المهمة التي تم تحقيقها من خلال عمليات الاستمطار على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، حيث استعرض المتحدثون في الجلسة من المملكة العربية السعودية، وتايلاند، وإثيوبيا، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة؛ آخر النتائج التي توصلت إليها برامجهم العملية والعلمية في مجال الاستمطار.
فعاليات اليوم الثالث
- الجلسة النقاشية الخامسة: "بناء القدرات في برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار "
شهدت الجلسة الخامسة من الملتقى استعراض ما تقوم به مؤسسات ومبادرات التعليم العالي حول العالم لتمكين الجيل القادم من الطلبة في قطاع الأرصاد الجوية وتطويره. واستضافت الجلسة مجموعة مميزة من المتحدثين بما في ذلك المهندس محمد الواحدي، رئيس مجلس شباب أهداف التنمية المستدامة التابع للهيئة الاتحادية للشباب، ومهندس الهندسة الزلزالية في المركز الوطني للأرصاد.
هذا وقدم الشباب الباحثين المشاركين في الجلسة من دولة الإمارات، والولايات المتحدة، وروسيا، وجنوب أفريقيا، أوراق نقاشية حول أبرز ما توصلت إليه أبحاثهم العلمية في مجال تعديل الطقس وعلوم الاستمطار، حيث طرح أحمد الكمالي، منفذ عمليات الاستمطار في المركز الوطني للأرصاد بدولة الإمارات ورقة نقاشية تناول خلالها القياسات الكهربائية للضباب في دولة الإمارات، فيما سلطت نور الشامسي أخصائي تنبؤ بالطقس في المركز ورقتها النقاشية الضوء على برنامج الإمارات لاستمطار السحب: التقييم الإحصائي والمادي.
- الجلسة النقاشية السادسة: جلسة المناقشات المفتوحة"
قدمت الجلسة الأخيرة ضمن الملتقى نظرة مستقبلية في الفجوات البحثية الحالية والحلول المستهدفة في بحوث الاستمطار، بمشاركة كافة الحضور من الخبراء والمختصين في مجالات علوم الغلاف الجوي والهيدرولوجيا، والأرصاد الجوية وتعديل الطقس، حيث تمت مناقشة وتحديد المسارات والاتجاهات المستقبلية للمضي قدماً في تطوير تقنيات علوم الاستمطار، واستعراض تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومبادراتها وبرامجها بشأن عمليات الاستمطار على مستوى العالم.
والجدير بالذكر أن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، مبادرة بحثية أطلقها ديوان الرئاسة في دولة الإمارات ويديرها المركز الوطني للأرصاد، وقد أقام البرنامج خلال أنشطته علاقات قوية مع أكثر من 1800 باحث من أكثر من 800 مؤسسة في 70 دولة عبر 4 قارات حول العالم، وفيما يتعلق بالبحوث الجديدة، دعم البرنامج نشر 84 مقالة علمية في مجلات علمية عريقة، وحصلت المشاريع الحاصلة على منحته المالية على 5 براءات اختراع، وقد ساهم وشارك في أكثر من 100 مؤتمر وفعالية علمية متخصصة.