Font size increaseFont size decrease

عبد الله المندوس: الإمارات وجهة رئيسية لخبراء الاستمطار من حول العالم

أكد سعادة الدكتور عبد الله المندوس،مدير المركز الوطني للأرصاد ورئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية، أن دولة الإمارات تميزت بمكانة رائدة كوجهة لأبرز الأحداث والفعاليات الدولية في مختلف القطاعات والمجالات، وأشار إلى أنه انطلاقاً من مسؤوليتها العالمية وجهودها المتواصلة للمساهمة في القضايا ذات التأثير المباشر على حياة الناس، اضطلعت الدولة بفضل الرؤى الاستباقية لقيادتها الرشيدة بدورٍ محوري في المساعي الرامية إلى ضمان الأمن المائي من خلال دعم العلماء والخبراء وتوفير كافة الوسائل اللازمة أمامهم للخروج بأفكار ومشاريع تسهم في وضع حد لشح المياه.

 وقال سعادته: "نظراً لأهمية التعاون وتشارك المعارف والخبرات بين أفراد المجتمع البحثي، حرص المركز الوطني للأرصاد من خلال برنامجه الرائد لبحوث علوم الاستمطار على تنظيم الملتقى الدولي للاستمطار بشكلٍ دوري، هذا الحدث الذي بات يشكل مظلةً جامعةً للباحثين والخبراء المعنيين ببحوث وعلوم الاستمطار من مختلف دول العالم".

 وأضاف "يأتي تنظيم الملتقى مطلع العام القادم 2021 بنسخته الافتراضية الأولى في وقتٍ يشهد به العالم انتشار جائحةٍ تركت آثارها على مختلف مناحي الحياة، وكان لها تأثيرٌ كبير على قضية الأمن المائي، حيث شهد الطلب على المياه ارتفاعاً مضطرداً منذ بدء تلك الجائحة، تزامن مع نقصٍ في موارد المياه العذبة يهدد قرابة نصف سكان العالم".

 وبيّن سعادته أن قضية أمن المياه في دولة الإمارات تعتبر من بين أبرز التحديات المستقبلية، لا سيما أن الدولة لا تزال تلبي ثلثي احتياجاتها الداخلية من مصادر المياه الجوفية، موضحاً أنه انطلاقاً من دورها الريادي وجهودها الحثيثة في معالجة هذه القضية المحورية، حرصت دولة الإمارات على المشاركة بشكلٍ فاعل في إيجاد حلول عملية لمواجهة ندرة المياه.

وقال سعادته: "لقد جاء إطلاق برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار في العام 2015، تحت إدارة وإشراف المركز الوطني للأرصاد، ضمن تلك الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن المائي محلياً وإقليمياً وعالمياً، من خلال دعم المشاريع البحثية الواعدة في مجال الاستمطار، وتوظيفها على أرض الواقع لتشكل رافداً رئيسياً للمساعي الدولية للحد من شُحّ المياه".

وأوضح المندوس أن البرنامج يعكس مساعي دولة الإمارات العملية لإحداث فارق حقيقي بالتعامل مع التحديات الملحة عبر أخذ زمام المبادرة في البحث العلمي والتكنولوجي الذي يثري الإمكانات المتاحة بالعديد من التطبيقات المبتكرة، مشيراً إلى أنه مع تطوير علوم الاستمطار من خلال الابتكار والتعاون الدولي الفاعل، أظهرت دولة الإمارات رؤيتها الملهمة والسخية، والتزامها بالاستدامة العالمية والعزم على تحقيق مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.

ولفت سعادة الدكتور عبد الله المندوس إلى أنه ومنذ دورته الأولى إلى اليوم، حصل على منحة البرنامج تسعة مشاريع بحثية مبتكرة، كان لها إسهامات مهمة في تعزيز المعارف الجديدة المتعلقة بعلوم الاستمطار وتلقيح السحب، من خلال الابتكارات الديناميكية العلمية والتكنولوجية، حيث تتمثل مهمة البرنامج في المساعدة على تعزيز التعاون الدولي وتطوير الشراكات التي يمكن أن تساهم في تحديد الحلول القابلة للتطبيق في مجال الاستمطار سواء في دولة الإمارات أو خارجها.

وقال: "يعد الملتقى الدولي للاستمطار منصةً عالمية داعمة لتلك الجهود، وذلك عبر احتضانه لنخبة من أبرز الخبراء والمتخصصين في مجال الاستمطار من مختلف المؤسسات والهيئات والجهات الأكاديمية الدولية والوطنية، لمناقشة ومعالجة القضايا الرئيسية الأكثر إلحاحاً في مجال الاستدامة المائية، وأحدث البحوث العلمية المتعلقة بالاستمطار".

وأشار سعادته إلى إن الإنجازات التي حققها برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار من خلال الحاصلين على منحته حتى الآن، والمخرجات والمخزون المعرفي الذي وفره الملتقى الدولي للاستمطار، وضعت مجتمعةً أرضية راسخة لمستقبل علوم الاستمطار، وقال: "نحن ننظر بكل تفاؤل للدورات القادمة من البرنامج والتي سيحرص خلالها على استقطاب ودعم أبرز الأبحاث والابتكارات المجدية والقابلة للتطبيق، ومتابعة تنفيذ المشاريع البحثية الحالية وتطويرها بما يضمن استمرارية تقدم علوم الاستمطار، وتوظيف أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة، وغيرها من الأدوات العلمية الحديثة التي من شأنها النهوض بهذا المجال الذي يحمل أهمية عالمية كبيرة".